في خطوة تحمل الكثير من الرمزية والحنين، أعلن نادي برشلونة الإسباني عن تعاقده مع أحد أبنائه السابقين، ولكن هذه المرة ليس كلاعب، بل كعضو جديد في الجهاز الفني للفريق الأول تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك. فقد انضم النجم الإسباني صاحب الأصول البرازيلية تياجو ألكانتارا، نجم ليفربول وبايرن ميونيخ السابق، إلى الطاقم التدريبي للبلوغرانا، في واحدة من أبرز التحركات التي جاءت خارج سوق الانتقالات التقليدي.

وبحسب تقارير صحفية إسبانية موثوقة، فإن القرار أصبح رسميًا ونهائيًا، ومن المتوقع أن يبدأ تياجو مهامه بشكل فعلي خلال الأسبوع المقبل، في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها، من حيث الترتيبات الإدارية واللوجستية.

مسيرة ذهبية... والعودة إلى "البيت الأول"

كان تياجو قد اعتزل كرة القدم قبل عامين، بعد مسيرة حافلة مرّ فيها عبر أندية النخبة في أوروبا، حيث لمع نجمه في برشلونة خلال بداياته، ثم واصل التألق مع بايرن ميونيخ، وصولًا إلى ليفربول الإنجليزي، حيث كان أحد أبرز صُنّاع اللعب في أوروبا خلال العقد الماضي.

هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها تياجو ضمن الكادر التدريبي لبرشلونة؛ إذ سبق له الانضمام لفترة قصيرة، قبل أن يبتعد لأسباب خاصة، إلا أنه الآن يعود بشكل رسمي وثابت، ما يمنح المشروع الفني لهانسي فليك دعمًا إضافيًا على مستوى المعرفة والهوية.

الإضافة الفنية والانسجام

انضمام ألكانتارا يُعتبر مكسبًا فنيًا واستراتيجيًا لبرشلونة، خصوصًا أن اللاعب السابق يعرف جيدًا فلسفة النادي الكتالوني، كونه نشأ في أكاديمية "لا ماسيا" الشهيرة، ولعب تحت قيادة عدد من المدربين الذين ساهموا في بناء هوية اللعب الخاصة بالبارسا.

ومن المؤكد أن وجوده إلى جانب هانسي فليك، المدرب الذي يُؤمن بالانضباط والسرعة في الانتقال بالكرة، سيخلق مزيجًا فنيًا مميزًا، يُمكن أن يُساهم في إعادة الفريق إلى منصات التتويج، خاصة مع توليفة من اللاعبين الشباب والخبرة في التشكيلة الحالية.

في زمن تزدحم فيه الأخبار حول الانتقالات الضخمة والصفقات المليونية، اختار برشلونة أن يُضيف لقيمته الفنية من خلال الخبرة والهوية والانتماء، وذلك بعودة أحد أبنائه إلى المكان الذي بدأ فيه رحلته. تياجو ألكانتارا لم يعد لاعبًا في صفوف البلوجرانا، لكنه يعود اليوم كعقل كروي يسهم في بناء الجيل الجديد للنادي.