فالفيردي بين النقد والتحدي: مرحلة جديدة لاستعادة الثقة في ريال مدريد

وسط أجواء من الهدوء والتركيز، يخوض النجم الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي مرحلة حساسة في مسيرته مع ريال مدريد، ساعيًا إلى استعادة أفضل نسخة من مستواه الفني والذهني خلال فترة التوقف الدولي الحالية، والتي استُبعد خلالها من المشاركة مع منتخب بلاده، في خطوة اعتبرها البعض فرصة مثالية للتركيز على إعادة شحن طاقته البدنية والمعنوية.

وفي خطوة نادرة من لاعب محترف، أقرّ فالفيردي في تصريحات نشرها عبر حساباته الرسمية بأنه لم يكن في أفضل حالاته خلال بعض المباريات الأخيرة، لكنه عبّر عن استيائه من الانتقادات التي تجاوزت الأداء إلى شخصيته، مؤكدًا أنه لم يتخلَّ يومًا عن التزامه تجاه القميص الأبيض.

قال في بيانه:

"قرأت مقالات أضرت بصورتي. أعلم أنني لم أكن جيدًا في بعض المباريات، لكن لا يمكن لأحد أن يتهمني برفض اللعب. لقد ضحيت كثيرًا من أجل هذا النادي، حتى عندما كنت مصابًا."

أصل الجدل يعود إلى تصريح أدلى به فالفيردي في أحد المؤتمرات الصحفية، حين قال: "لم أولد لألعب كظهير أيمن."

تصريحٌ جاء في وقت كان الفريق يعاني من غيابات في الخط الخلفي، خصوصًا كارفاخال وترنت ألكسندر أرنولد، ما فُسّر على أنه رفض ضمني للعب في مركز غير مفضل، وأثار ردود فعل غاضبة داخل بعض أروقة النادي, لكن فالفيردي سرعان ما أسكت المشككين، بعدما شارك بعد ثلاثة أيام فقط كظهير أيمن في مباراة أمام فياريال وقدم أداءً لافتًا نال عليه إشادة المدرب تشابي ألونسو الذي قال: "لقد كان رائعًا. هجومًا ودفاعًا، كان حاضرًا في كل لحظة من اللقاء."

في ظل غيابه عن قائمة أوروجواي خلال فترة التوقف (لأسباب بدنية أكثر من فنية)، يواصل فالفيردي العمل الجاد داخل مرافق فالديبيباس، مركز تدريبات ريال مدريد، بهدف استعادة لياقته القصوى قبل الدخول في سلسلة مباريات قوية، أبرزها مواجهة الكلاسيكو أمام برشلونة.

ويمتلك فالفيردي سجلًا دوليًا مميزًا رغم صغر سنه نسبيًا (27 عامًا)، حيث خاض 71 مباراة دولية مع منتخب بلاده، ما يعكس مكانته كلاعب من الطراز الأول.

ورغم أن فالفيردي لا يُعد الخيار الأساسي لشغل مركز الظهير من وجهة نظر الطاقم الفني، خاصة مع وجود أرنولد، إلا أن الإصابات المتكررة لعدد من المدافعين قد تجبر تشابي ألونسو على توظيفه في الخط الخلفي مجددًا خلال مواجهة خيتافي القادمة، لتأمين التوازن الخططي، خاصة مع ثبات بيلينغهام في خط الوسط، ما يُقلّص من هامش التعديل في العمق الميداني, فالفيردي الآن أمام فرصة ذهبية لإعادة كتابة فصله الجديد مع ريال مدريد، بعدما اعترف بالأخطاء، وواجه الانتقادات، وأثبت في الملعب أنه لا يتراجع أمام الضغط، بل يُحوّله إلى دافعٍ لاستعادة بريقه المعتاد.

الكلمات المفتاحية :
فالفيرديريال مدريد