أعربت النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (FIFPRO) في رسالة رسمية موجهة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، جياني إنفانتينو، عن بالغ قلقها بشأن الآثار السلبية المحتملة للحرارة الشديدة خلال منافسات كأس العالم للأندية التي تُقام حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
أشارت النقابة في رسالتها إلى أن العديد من المباريات التي أُقيمت في وقت مبكر من النهار، وتحديدًا في منتصف النهار بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، كان ينبغي تأجيلها نظرًا لتجاوز درجات الحرارة الحدود القصوى الموصى بها للحفاظ على سلامة اللاعبين. وأكدت FIFPRO أن هذه الدرجات المرتفعة دفعت العديد من اللاعبين للتواصل مع نقاباتهم الوطنية، مطالبين بوقف إقامة المباريات في هذه الأوقات المبكرة التي فُرضت أساسًا لتلبية متطلبات البث التلفزيوني الذي يهدف إلى ملاءمة مواعيد متابعة المباريات في مختلف أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، طالب خبراء الطب الرياضي المتعاونون مع النقابة الدولية للاعبي كرة القدم بتعديل مواعيد انطلاق المباريات المقررة في منتصف النهار خلال منافسات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. واقترح الخبراء نقل المباريات إلى ولايات ومدن أخرى تتميز بدرجات حرارة معتدلة وأقل تأثيرًا على أداء وصحة اللاعبين.
وأكدت FIFPRO أن ستة ملاعب من أصل 16 ملعبًا مُدرجة ضمن قائمة استضافة مباريات بطولة كأس العالم 2026 تمثل "خطرًا شديدًا" على اللاعبين بسبب احتمالية تعرضهم للإصابة بالإجهاد الحراري، ومن بين هذه المدن ميامي، التي تستضيف أيضًا مباريات في كأس العالم للأندية.
وفي تصريح له لوسائل إعلام أمريكية، صرح ألكسندر بيليفيلد، مدير السياسات والعلاقات الاستراتيجية في FIFPRO، بأنه "من المحتمل أن تكون هذه البطولة بمثابة جرس إنذار جيد للجميع من أجل إعادة النظر في جدول المباريات في البطولات المستقبلية".
يُذكر أن الشكاوى قد بدأت في الظهور خلال كأس العالم للأندية، حيث انتقد ماركوس يورينتي، لاعب أتلتيكو مدريد، الظروف المناخية ووصفها بأنها "مستحيلة، والحرارة رهيبة"، معتبرًا أنها كانت سببًا رئيسيًا في خسارة فريقه بنتيجة 4-0 أمام باريس سان جيرمان. وتبعه في الانتقاد إينزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، الذي انتقد قرار إيقاف مباراة فريقه أمام بنفيكا قبل أربع دقائق من نهايتها بسبب بروتوكول الأرصاد الجوية الذي يستلزم ذلك لتجنب الصواعق.
وقد دفعت هذه الحوادث إلى فتح قنوات اتصال ونقاش مع FIFA بهدف تغيير أماكن بعض المدن المضيفة للمباريات والاقتصار على إقامة المباريات في الأوقات المسائية فقط.
ووفقًا لـ FIFPRO، تُظهر الرسوم البيانية أن مناطق معينة في الولايات المتحدة ستكون أكثر عرضة للخطر، وخاصةً مدينتي أورلاندو وميامي. وتقترح النقابة ضرورة تغيير أوقات بدء المباريات في منتصف النهار في هذه المواقع أو في المناطق عالية المخاطر، والتحول نحو أوقات بدء المباريات المتأخرة كخيار مفضل لهذه الأماكن.
وتأمل النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين في أن تستمع FIFA إلى مخاوفها وتتصرف بناءً عليها، وأن تتبنى بروتوكولات مماثلة لتلك المستخدمة في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، الذي لا تُقام فيه مباريات في منتصف النهار في ولاية فلوريدا وغيرها من المناطق ذات الظروف المناخية المماثلة، لأن الدوري الأمريكي غير معني بتوقيت بث المباريات في بقية دول العالم. وتؤكد FIFPRO أن هذا النهج هو الأمثل لضمان النجاح الرياضي لكأس العالم للأمم المقبلة، خاصةً وأن الجوانب التنظيمية الأخرى والبنية التحتية والملاعب والفنادق ومعسكرات الإقامة قد حظيت بإشادة واسعة خلال كأس العالم للأندية، كما أن تنقلات الجماهير من مختلف دول العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وكندا، قد أضفت عنصرًا من التنوع والبهجة على البطولة.