سلطت شبكة "بي بي سي سبورت" البريطانية، الضوء على قرار المدرب آرني سلوت بإبقاء المصري محمد صلاح على مقاعد البدلاء خلال مباراة الفريق أمام وست هام.
وتغلب ليفربول على وست هام بهدفين دون مقابل، في إطار مباريات الجولة الثالثة عشر للدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج".
وافتتحت "بي بي سي سبورت" تقريرها بالحديث عن تاريخ محمد صلاح العريق في ملعب لندن، والخطوة الأولى للمدرب سلوت بكتابة فصل جديد بالانتقال إلى الجيل الجديد لليفربول دون الاعتماد على صلاح.
وأشارت إلى تواجد محمد صلاح بديلاً للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ مباراة ليفربول أمام وست هام في إبريل 2024، وكان بقرار من المدرب السابق للريدز، يورجن كلوب.
وتصدر محمد صلاح حينها عناوين الصحف، عندما تورط في مشادة على خط الملعب مع كلوب أثناء تسجيل وست هام هدفًا بينما كان ينتظر نزوله كبديل في مباراة انتهت بالتعادل 2-2، ثم عندما تجاوز الصحفيين بعد المباراة وأعلن: "إذا تكلمت ستشتعل النيران".
وبشأن قرار سلوت اليوم، أوضح التقرير أن الأمر كان يحمل دلالة أوسع، ليس في إنهاء مسيرة صلاح الرائعة مع ليفربول، بل في الإشارة إلى كيفية تشكيل تطور الفريق مستقبلاً مع الصفقات البالغ قيمتها 450 مليون جنيه إسترليني، دون النجم المصري الكبير.
ولفت التقرير النظر إلى تصريحات واين روني لاعب مانشستر يونايتد وإنجلترا السابق، والذي شجع سلوت مرارًا وتكرارًا على إبقاء صلاح بديلاً.
وتابعت موضحة أن هذه هي الخطوة السهلة، أما الأصعب تتمثل في كيفية تعويض واستبدال موهبة عالمية كصلاح والذي يحتل المركز الثالث في قائمة هدافي النادي التاريخيين خلف إيان راش وروجر هانت.
وتمثلت الإجابة على إمكانية استبدال صلاح وتعويضه، في أن أول ظهور لليفربول بمظهره المعاد تشكيله، أسفر عن النتيجة التي كان هو وفريقه بحاجة ماسة إليها، بعد سلسلة من تسع هزائم في آخر 12 مباراة، وست هزائم من أصل سبع مباريات في الدوري.
وأشارت إلى أن ما زاد من سعادة سلوت، أن هذا الفوز جاء بعد أن سجّل ألكسندر إيزاك هدفه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انتقاله القياسي من نيوكاسل يونايتد مقابل 125 مليون جنيه إسترليني، ومع فلوريان فيرتز، الذي بلغت قيمته 116 مليون جنيه إسترليني، ساهم في تحقيق هذا الفوز الحاسم.
ووفقًا لما أشار إليه التقرير، اختيارات سلوت جنت الثمار المستحقة، مع إعفاء دومينيك سوبوسلاي من مهام الظهير الأيمن، حيث لا يناسبه الدور، ليتحرك على الجهة اليمنى في الهجوم، مع وجود كودي جاكبو على اليسار وإيزاك كرأس حربة أساسي.
كما ساهم الهولندي جاكبو في تمرير الكرة العرضية التي أهدت إيزاك هدفه، ثمّ سجّل هدفه الثاني بتسديدة قوية في الوقت بدل الضائع.
استخدم سلوت أيضًا جو جوميز في مركز الظهير الأيمن - وهي مشاركته الأولى كأساسي في الدوري منذ 11 شهرًا - ما خفف الضغط على سوبوسلاي، وعزز دفاع ليفربول، محققًا شباكًا نظيفة بعد تلقيه 10 أهداف في ثلاث مباريات.
أما صلاح، الذي سيغيب قريبًا عن ليفربول بسبب المشاركة في كأس الأمم الإفريقية، مع منتخب مصر، فقد حرص على متابعة المباراة من على مقاعد البدلاء.
ولفت التقرير النظر إلى تصريحات سلوت عن صلاح، حيث حرص على الإشارة إلى أن المهاجم المصري "سيحظى بمستقبل باهر في هذا النادي لأنه لاعب مميز".
ولكن بالنظر إلى مستواه هذا الموسم، يُواجه صلاح خطر الاستبعاد، كما ذكر التقرير، ورصد أيضًا تصريحات آلان شيرر الذي دعم قرار سلوت بإبقاء المصري بديلاً، ووصفه بأنه صائبًا.
وانتقل التقرير لرصد أرقام صلاح، حيث شارك في 419 مباراة مع ليفربول، منها 383 مباراة كأساسي، مسجلاً 250 هدفاً، وشارك في 300 مباراة في الدوري، منها 288 مباراة كأساسي، منذ انتقاله من روما في صيف 2017، مسجلاً 188 هدفاً بنسبة فوز بلغت 64%.
وفي جميع المسابقات، فاز ليفربول بـ 263 مباراة شارك فيها صلاح، بنسبة فوز بلغت 63%، وأكدت "بي بي سي" أن هذا لا يمكن الاستهانة به وهذه موهبة لا يمكن تجاهلها، ولكن بالمثل، ما كان سلوت ليؤدي وظيفته لو لم ينظر إلى مستقبل ليفربول بعد صلاح، وقد قدم الفوز على وست هام بعض الدلائل.
ونبقى أن ننتظر لنرى هل سيتواجد محمد صلاح أساسيًا في المباراة القادمة لليفربول أمام سندرلاند أم لا.
