انطلقت مغامرة ماركوس راشفورد في برشلونة وسط الكثير من الحماس والتوقعات، لكن الأسابيع الأولى للموسم الجديد كشفت عن تحديات أكبر من المتوقع، جعلت المهاجم الإنجليزي في موقف معقد قد يُهدد مستقبله في "كامب نو"، إن لم تتغير الأمور قريبًا.
راشفورد، الذي كان يُنظر إليه كصفقة هجومية استراتيجية تهدف لتخفيف الضغط عن رافينيا وتقديم بديل هجومي مختلف في الجهة اليسرى، يواجه الآن صعوبة حقيقية في التأقلم مع أجواء الدوري الإسباني وسرعة تنفيذ أفكار المدرب هانسي فليك.
ضغط التوقعات.. وواقع مغاير
رغم ظهوره المميز خلال فترة الإعداد، حيث تألق أمام فرق متواضعة في مباريات ودية بلا ضغوط جماهيرية أو حسابات رسمية، إلا أن راشفورد لم يُقدم المستوى المأمول منه منذ انطلاقة الليغا، ليطرح ذلك سؤالًا مشروعًا: هل يمتلك راشفورد القدرة على النجاح في بيئة برشلونة التكتيكية والفنية؟
أرقام مقلقة وبداية باهتة
خلال ظهوره ضد رايو فاليكانو، شارك راشفورد لمدة 28 دقيقة فقط، اكتفى خلالها بتسديدة واحدة، وخسر الكرة 4 مرات، ومرر بشكل محدود، ولم يُشكل تهديدًا حقيقيًا باستثناء كرة ملغاة بسبب التسلل.
وفي مواجهة ليفانتي، حصل على فرصة اللعب كأساسي، لكنه بدأ يفقد بريقه مع مرور الوقت، ليُقرر فليك استبداله بين الشوطين، قبل أن يكتفي بـ20 دقيقة فقط أمام مايوركا دون أي تأثير يُذكر.
الصدام مع فلسفة الليغا
واحدة من أهم مشاكل راشفورد تكمن في عدم اعتياده على اللعب ضد فرق تُتقن إغلاق المساحات وتُجيد الدفاع المنظم، وهو ما يُخالف تمامًا أسلوب اللعب المفتوح السائد في الدوري الإنجليزي. في إسبانيا، يُطالب الجناح بالتحرك التكتيكي الدقيق، قراءة المساحات، والانسجام مع منظومة جماعية تعتمد على الاستحواذ والبناء التدريجي، وهو ما يحتاج إلى وقت وفهم عميق.